Loading...

العناية المنزلية بمريض كورونا

كيف تعتني بمريض كورونا في المنزل؟؟
معلوم أن المرض منتشر وقد يصيب ثلثي البشر قبل أن يتوقف وهذا سيحدث غالبا خلال ثلاثة أشهر في أغلب المناطق، لأنه ينتقل بالهواء، ولا تفيد في منعه كل الإجراءات المتبعة، وأن أغلب الحالات يمكن التعامل معها وتدبيرها ومعالجتها بالمنزل، حيث لا يوجد علاج نوعي ولا إجراءات تحتاج أجهزة طبية، فمعظم المطلوب هو عناية تمريضية يمكن القيام بها في البيت، والعناية المنزلية مهمة جدا للشفاء بأسرع وقت وتجنب تدهور الحالة وهي مفيدة بنسبة ٥٠٪ في تخفيض حالات الاستشفاء في المشافي وفي معدل الوفيات:
١- كل انسان يشعر بتوعك وحرارة وتعرق ووهن عام وآلام معممة، مع أو بدون أعراض مرافقة أخرى تنفسية أو هضمية يجب أن يشك بأنه قد انتقلت إليه العدوى، كونه المرض الحمّوي الوحيد المنتشر حاليا بشكل واسع، ولا داعي لتأكيد التشخيص مخبريا إلا لذوي المخاطر العالية (ضعيفي المناعة) فالتشخيص عادة يكون بالاشتباه، وبالأعراض والعلامات والقصة ولا يتطلب مغادرة المنزل أو مراجعة طبيب، وهذا المبدأ معمول به في كل الدول بما فيها أوروبا، ولا يجب طلب الإسعاف إلا في حال حصول ضيق نفس متوسط أو شديد، أو هبوط الضغط الشديد، أو في حال توقف البول أو تغير لونه للغامق رغم شرب السوائل، أو حصول وذمات في القدمين عند الكاحل أو تسرع القلب الشديد.
٢- يوضع المريض في غرفة لوحده بدرجة حرارة بين ٢٣- ٢٥، ويغير هواء الغرفة كل ساعة، يرتاح في السرير، ولكن يواظب على الحركة والمشي كل فترة لتنشيط الدورة الدموية وتنشيط التنفس، وتفيد محاولة السعال والتقشع في منع الاختلاطات الرئوية.. لا مانع من تفقده من قبل ذويه بشرط أن يكونوا بصحة جيدة ولا يشكون من أمراض أو كبار في السن، وذلك كل نصف ساعة ولمدة دقائق، بشرط الحرص على عدم لمس مفرزاته وغسل كل حاجياته جيدا بالماء الساخن والصابون، العناية بنظافة المريض ضرورية، والحمام ممكن لكن بسرعة، وبشرط عدم التعرض للهواء البارد بعده لساعتين وكل الفضلات التي تنتج عنه وما يستعمله يجب الحرص منها وتعقيمها بالحرارة، وتجنب استعمال أدواته قبل تعقيمها.. تجنب التعرض المباشر لتنفس المريض وسعاله، (يفضل أن يرتدي المريض الكمامة عند اقتراب ذويه منه) هذا لا يمنع انتقال العدوى لكنها تكون طفيفة وعارضة غالبا، فهواء الغرفة يحمل الفيروس ويبقى فيه لساعات، والكمامة للزوار والممرض لا تمنع عنه استنشاق الفيروس المنتشر في الهواء ولا يجوز اعتبارها كافية (وهذا سبب إصابة نسبة كبيرة من الكادر الطبي رغم كل الاحتياطات) … مهم جدا عدد الفيروسات التي تدخل الجسم لأول مرة، فهي إن كانت بأعداد قليلة فإن سرعة تكاثرها تكون أبطأ من سرعة تطور مناعة الجسم فيتغلب عليها ويمتلك مناعة قبل أن يستفحل المرض.
في خدمة المريض أجر وعافية إنشاء الله، ولا يجب التأفف منها، ولا إشعار المريض بالذنب، أو القرف والخوف منه.
٣- تطمين المريض وتشجيعه ورفع معنوياته ضروري جدا، فمقاومته تعتمد ٥٠٪ على حالته النفسية وتشجيعه على الحركة والتنقل في الغرفة والجلوس على الكرسي ومحاولة التقشع دوما، والحرص على ملاحظة علاماته الحيوية الأساسية وتدوينها على جدول زمني خاص مع وقت اجرائها وهي: عدد ضربات القلب / دقيقية، عدد التنفس، درجة الحرارة بميزان فموي، ضغط الدم ولون الشفاه واللسان (حمرة الدم) التي تدل على الأكسجة وحالة الوعي والتبول والتبرز.
٤- التغذية: السوائل بحدود ٦ ليتر يوميا: ماء وعصائر طبيعية طازجة أهمها البرتقال والليمون، مشروبات حارة مثل الزعتر والنعنع والزنجبيل والأفضل تحليتها بالعسل أو بالسكر الطبيعي وتناول التمور ودبس العنب، سوائل أخرى مملحة مثل مغلي الكمون والقرنفل والليمون والزنجبيل مع الملح، مرق الفول النابت، العدس الفول الرز المسلوق لبن العيران الحليب وفتة الخبز والكعك والسميد، ومرق اللحم المسلوق يفضل الدجاج، طبعا تجنب تناول المأكولات صعبة الهضم إذا كانت هناك اضطرابات معدية ونقص شهية وهذا شائع ولا بد من بعض الخضار المسلوقة لتحريك الأمعاء وتنشيط البراز.
٥- الحفاظ على الضغط بحالة جيدة لأنه ضروري للدوران والتروية والإطراح والأكسجة (شائع هبوط الضغط) فبقاء الضغط الانقباضي حتى ١٤٠ والانبساطي حتى ٩٠ جيد، ولا يتطلب علاج، وهبوط الإنقباضي تحت ١٠٠ يتطلب زيادة الملح والمنشطات كالقهوة والشاي والحركة، ويجب الانتباه عند المرضى الذين يتناولون حبوب الضغط لتعديل الجرعة فالمرض يغير كثيرا من توازنات الجسم وهذا يتطلب متابعة قياس الضغط وتعديل العلاج بما يتناسب مع الحالة وكذلك السكري، للحفاظ على سكر الدم فوق ١٠٠ وتجنب هبوطه لأنه خطر . لوحظ ارتباط مادة الغلوكوفاج ٨٥٠ أو ٥٠٠ (المتيوفوران) بحالات عديدة من الصمت الكلوي، فلا داعي لتناوله فترة المرض، وهو في كل حال لا يؤثر توقف تناوله كثيرا على مرضى السكر إذا انضبطوا في حميتهم ..
٦- تخفيض درجة الحرارة واستخدام المسكنات يجب أن يكون مضبوطا وبأقل جرعة، حرارة دون ٣٩ لن تكون مضرة بل تزيد قدرة الجسم على المقاومة، فهي من أدوات الدفاع، فقط الباراسيتامول (البنادول) يمكن استعماله عند ارتفاع الحرارة الشديد أو لتسكين الألم، ويجب تجنب خافضات الحرارة الأخرى من مضادات الإلتهاب اللانوعي كالبروفين والفولتارين والنابروكسين والأسبيرين، فهي تؤثر سلبا تهوية المريض وبعض الكمادات أفضل لتخفيض الحرارة من استعمال الأدوية (ارتفاع الحرارة ٣ درجات لا يضر بالأنسجة) وهو اعتقاد شائع يكرره بعض الأطباء الذين يفضلون معالجة الأعراض والتسكين للإيحاء بفاعلية علاجهم يتوقع بعد تناول خافض الحرارة حصول تعرق وبعد انتهاء مفعوله حصول نوبة قشعريرية بردية.
٧- يجب التفكير بإعطاء جرعات وقائية من الصادات عند ذوي المخاطر أو عند من يشكون من أعراض تنفسية، فهي تمنع اختلاط الحالة بإصابة انتانية جرثومية مرافقة تنتهز حالة المريض (خاصة ذات الرئة) وهي غير ضارة (حبة بنسلين فموي ١٠٠٠) ثلاث مرات باليوم أو أموكسيسيليين ٥٠٠ كل ٨ ساعات أو أزيترومايسين، وهي كلها مضادات حيوية بسيطة وآمنة (إذا لم توجد قصة تحسس منها) وكلها تعطى قبل الطعام بساعة، وفائدتها مع الطعام أو بعده ضعيفة ويفيد أيضا تناول المقشعات (البيسولفون).
٨- الإختلاطات الخطرة الشائعة في مرض كورونا والتي تتطلب طلب اسعاف طبي هي:
أ – ذات الرئة وتظهر كسرعة تنفس وضيق نفس واضح، وأحيانا زرقة شفاه، وحرارة عالية مستمرة،
ب – الاختلاطات الكلوية وتظهر كشح بول وتغير في لونه ووذمات في الوجه حول العينين والقدمين، لا يجب أن يقل البول اليومي عن نصف ليتر بأي حال، مهما كان التعرق، ويفضل أن يكون بول ٢٤ ساعة ١-١،٥ ليتر
ج – التهاب عضلة القلب (وهو الإختلاط الذي يتسبب بموت الشباب والأطفال في هذا الوباء) ويتجلى بتسرع نبض شديد مع ضعف نبضات القلب وهبوط ضغط، وتعب وضيق نفس لأقل جهد.
د – هبوط الضغط والصدمة الدورانية خاصة عند نقص تناول السوائل والملح الذي يفقده المريض بالتعرق، وتظهر بحالة دوخة شديدة وميل للإغماء وضعف في الانتباه والوعي ونوم شديد ومتواصل …هذه الحالات تتطلب تدخل طبي فاعل وقد تحتاج للاستشفاء، لكن الاستعانة بالإجراءات السابقة تقلل من نسبة حدوثها وخطورتها وتخفف الضغط على المشافي والكادر الطبي وتتيح المجال لمرضى آخرين بحاجة للمساعدة.
٩- الإنذار: خطورة الحالة يمكن تقديرها من سن المريض ووضعه الصحي، ومن شدة الأعراض وقصر مدة الحضانة وطول مدة المرض، ارتفاع حرارة مفاجئ وشديد، قشعريرة، آلام عامة قوية، وهن شديد، شعور بضيق النفس وآلام معدية ورفض الطعام … هذه مؤشرات قوة الإصابة.
مرور ثلاثة أيام متتالية من دون ارتفاع حرارة ومن دون أعراض غير التعب والوهن، هو دليل على الشفاء.. عادة إذا أصيب مريض في البيت لأسرة مكونة من خمسة أشخاص، فهناك احتمال إصابة شخص آخر من ذويه بأعراض متوسطة، وأن يشعر الثلاثة الباقون بأعراض خفيفة أو لا يشعرون بشيء، من شبه المستحيل تجنب انتشار الفيروس في المنزل، لذلك فهم سيتعرضون ويشكلون مناعة، باحتمال يفوق ٩٠٪ حتى لو لم يشتكوا من أعراض …
من كل ١٠٠ شخص يلتقط الفيروس ٣٠٪ يطورون مناعة ولا يشعرون بالمرض، ٥٥٪ يشعرون بأعراض خفيفة لمتوسطة، ١٥٪ يشعرون بأعراض قوية ٥٪ يحتاجون لرعاية طبية، ١٪ يحتاجون لاستشفاء ودعم طبي مكثف، معدل الوفيات يختلف من بلد لبلد وتبعا لعوامل كثيرة لكنه بحدود ٢-٥ بالألف.. غالبا سيصاب كل إنسان بفترة زمنية لا تتجاوز السنة مهما كان حريصا، وقد لا يشعر بالإصابة أو يظن أنها نزلة برد عادية … احتمال اكتشاف علاج فعال ضعيف جدا في الفيروسات، وكل دواء يحتاج عادة لتجريب خمس سنوات لاختبار سلامته قبل طرحه للتداول، إحتمال تطوير لقاح يحتاج لسنة على الأقل وله أيضا اختبارات سلامة قد تمتد لسنوات، كل مريض يصاب يكوّن مناعة ولمدة طويلة نسبيا سنوات، وهذا ثابت علميا ولولاه لما بحثوا عن لقاح، لذلك فالناقهين يستطيعون التطوع لخدمة المرضى من دون خوف، وليكن ذلك تعبيرا عن شكرهم لله الذي شفاهم، وفي حال وجدت حملة تبرع بالدم يمكنهم التبرع بالدم لاستعمال البلازما التي تحمل الأضداد التي شكلوها لاسعاف مرضى وضعهم حرج، فقد ثبتت فعالية نقل بلازما المتعافين للمرضى الخطرين.. هذا مرشد عام يمكنك اتباعه لتدبر إحتمال اصابتك أو أحد أفراد عائلتك، ولا مانع من اقتناء ميزان حرارة وضغط، وتعلم قياس الضغط، وتخزين بعض حبوب الإلتهاب والفيتامينات والمقشع والبانادول، احتياطاً.