Loading...

تعب العين

د. عبد الحفيظ خوجة
* تعب العين
* يخلط كثير من الناس بين معاناتهم من إرهاق العين وضعف البصر، معتقدين ان الاخير هو ما يعانونه فعلا عندما يتعرضون لاضطراب مؤقت في الرؤية، ويطلبون من طبيبهم تقديم العلاج المناسب، ويصرون على تغيير درجة النظارة.
تصاب العين بالتعب والإرهاق لدرجة ان الشخص يشكو من انه لم يعد يستطيع فتح عينيه او انه لا يتمكن من التركيز بشكل صحيح وطبيعي في الاجسام امامه، وقد ينتج عن ذلك اعراض غير محددة، مثل الصداع، والم في العين، او تغيرات في الرؤية.
ويحدث إرهاق العين بسبب المحاولات المستمرة لعضلات العين الصغيرة، المسؤولة عن حركة عدسة العين، الانقباض لتجعل عدسة العين تركز وتحدق جيدا في الاجسام، في حين تفشل الاخيرة في الاستجابة لفقدانها المرونة بسبب كبر السن مثلا كما كانت سابقا، وعليه تتعرض هذه العضلات للتعب. كما يحدث إرهاق العين عندما يكون الشخص متعبا او تعرضت عيناه للإجهاد بدرجة كبيرة بعد مضي ساعات طويلة في القراءة او العمل عن قرب، مما يؤدي إلى جفاف العين وتعبها، ومن ثم صعوبة الرؤية بوضوح.
وجفاف العين يعني نقصا في كمية الدموع او نوعيتها وهي التي ترطب وتنقي القرنية وتقي من الجفاف واضطراب الرؤية. وقد يخلط البعض إجهاد العين بالرؤية القاتمة التي تحدث بسبب عدم دخول الضوء الكافي لشبكية العين لرؤية الاشياء بوضوح، وهو ما يحدث عند المصابين بالماء الابيض (الساد)، او ضيق حدقة العين، تشوهات القرنية، تدلي جفن العين العلوي، او ان تكون العين غير قادرة على نقل الإشارات إلى الدماغ كما يحدث عند المصابين بامراض شبكية العين، الماء الازرق، امراض العصب البصري، وضعف الدورة الدموية.
ومن الاعراض التي ترافق تعب العين، حرقة العين التي تتحسن عادة بإغماض العين بعض الوقت او إغماضها وفتحها عدة مرات. هذه الحالة تحدث في وجود مشكلة جفاف العين او تهيجها (متلازمة العين الجافة)، وهي حالة شائعة جدا ترتبط بالقراءة المستمرة او استخدام الكومبيوتر طويلا او قيادة السيارة لمسافات طويلة، فجميع هذه الاعمال تؤدي إلى جفاف العين، ومن ثم تعب العين واضطراب الرؤية المؤقت. ولمكافحة تعب العين ننصح بالآتي:
* إجراء فحص طبي للعين.
* عمل نظارة جديدة إذا كان هناك ضعف في حدة البصر مسببا تعبا وإرهاقا للعين اثناء الرؤية.
* اداء الاعمال الكتابية في بيئة مناسبة من حيث الإضاءة الجيدة، الكتب ذات الطباعة الواضحة.. إلخ
* معالجة حساسية العين، إن وجدت، لانها تزيد من الشعور بتعب العينين وتكوين غشاوة على القرنية.
* اختيار شاشات الكومبيوتر من النوع الجيد المضاد للسطوع الضوئي وان تكون مائة في المائة مانعة للاشعة فوق البنفسجية، فقد اظهرت بعض الدراسات ان الإفراط في مشاهدة الشاشات الساطعة يقلل من مستويات الميلاتونين في الجسم، فيؤثر سلبا على النوم ويسبب الارق وقلة النوم.
* اثناء العمل امام الكومبيوتر، خذ قسطا من الراحة كل بضع دقائق بإغلاق العينين، واستعمال قطرات الدموع الاصطناعية بشكل متكرر.
* يلاحظ اثناء ممارسة العاب الكومبيوتر ان العينين لا ترمشان لمدة طويلة، وعليه فيجب التوقف عن اللعب كل 30 دقيقة لمدة دقيقتين للتحرك والدوران حول الكرسي لاخذ راحة للعينين ولجميع عضلات الجسم.

* فيتامين «دي» عنصر حيوي
* ارتبط فيتامين «دي» عند الكثيرين بفوائده الخاصة بتكوين العظام فقط، بينما، ومنذ ثلاثة عقود من الزمن، ظهرت لهذا الفيتامين اكتشافات حديثة عن آثاره الاخرى بعيدة المدى من مجرد كونه مهما لصحة العظام؛ فهو يدعم كل انظمة صحة الجسم بطرق متنوعة.
تشير البحوث إلى ان ما يصل إلى 85 في المائة من الناس يمكن ان يكون لديهم نقص في فيتامين «دي» دون ان يعرفوا ذلك، مكتفين بالحد الادنى من المستوى الصحي الذي يخفي وراءه مشكلة نقص هذا الفيتامين. كما تشير الابحاث العلمية الحالية إلى ان جميع الخلايا والانسجة في الجسم لديها مستقبلات لفيتامين «دي» بمعنى ان كل خلية ونسيج يحتاج لهذا الفيتامين من اجل قيامه بوظائفه بطريقة سليمة وانه مسؤول عن تنظيم عمل اكثر من 2000 جين في جسم الإنسان. ويعتقد العلماء ان فيتامين «دي» يقدم مجموعة واسعة من الوظائف البيولوجية الاساسية المتعلقة بالكثير من الجوانب الصحية.
ومن المعروف ان بشرة الإنسان تستطيع إنتاج ما يحتاج إليه الجسم من فيتامين «دي» من التعرض المباشر لمدة عشر دقائق إلى خمس عشرة دقيقة لاشعة الشمس يوميا، إلا ان الكثيرين يخشون التعرض لاشعة الشمس، وبالتالي يضعون الكريمات الواقية من الشمس وهي تمنع الموجات المفيدة التي تنتج فيتامين «دي» في الجلد.
فيتامين «دي» عنصر حيوي لدعم انظمة وظائف الجسم ومنها: صحة القلب، الجلد، السمع، العيون، البنكرياس، عملية الشيخوخة، تشكيل الخلايا وإطالة عمرها، صحة المناعة، انماط النوم، الإنجاب، صحة الاوعية الدموية، الصحة التنفسية، طبيعة المزاج والمشاعر، إدارة الوزن بما في ذلك التمثيل الغذائي وسلامة الهضم وامتصاص المواد الغذائية، صحة الشعر، العضلات وقوة العظام حيث يشجع فيتامين «دي» امتصاص الكالسيوم.
وحيث إن توفر فيتامين «دي» في الجسم، ضمن مستوياته الطبيعية، يحمي ويعزز الكثير من الوظائف، فإن نقصه يعني افتقار الجسم إلى إحدى اهم الادوات التي يحتاجها لتمام الصحة. واهم مصادر اكتساب فيتامين «دي» هو من خلال اشعة الشمس المباشرة على الجلد، وهي الطريقة الاكثر طبيعية للحصول على الفيتامين ومن ثم ينظم الجسم الكمية التي يحتاجها منه. اما بالنسبة لمن لا يحظون بهذه الطريقة الطبيعية فهناك البديل وهو مكملات فيتامين D3 مع ضرورة عمل اختبار مستويات فيتامين «دي» بشكل روتيني للتاكد من ان الجرعة لم تتعد الحد الاعلى المسموح به.