Loading...

التهاب المعدة والامعاء

التهابُ المعدة والامعاء gastroenteritis هو حالةٌ شائعة جداً، تؤدِّي إلى إصابة المريض بالإسهال والإقياء، وغالباً ما تنجم عن الإصابة بعدوى جرثومية او فيروسية.

تُصيب هذه الحالةُ الاشخاصَ من جميع الاعمار، إلاَّ انَّها اكثر شيوعاً لدى الاطفال الصغار.

تنجم معظمُ الحالات عند الاطفال عن فيروس يُسمّى روتافايروس rotavirus او فيروس الروتا، في حين انَّ مُعظمَ حالات البالغين تنجم عن الإصابة بفيروس يُدعى نُوروفايروس norovirus او عن التسمُّم الغذائي الجرثومي.

يمكن لالتهاب المعدة والامعاء ان يُسبِّبَ وعكةً صحِّية شديدة للمريض، إلاَّ انَّ الحالةَ غالباً ما تتحسَّن من تلقاء ذاتها في غضون اسبوع، دون ان يتطلَّبَ ذلك اكثرَ من الرعاية المنزلية.

 

 

اعراضُ التهاب المعدة والامعاء

تشتمل الاعراضُ الرئيسية لالتهاب المعدة والامعاء على ما يلي:

  • إسهال غزير مفاجئ.
  • الشعور بالتوعُّك.
  • الإقياء، والذي قد يكون بشكل قذفي projectile.
  • حمَّى بسيطة.

كما قد يعاني بعضُ المرضى من اعراض اخرى، مثل نقص الشهية والانزعاج المعدي والم الاطراف والصداع.

غالباً ما تظهر الاعراضُ بعدَ يوم التقاط العدوى، وتدوم لاقلّ من اسبوع، إلاَّ انَّها قد تستمرّ لاكثر من ذلك في بعض الاحيان.

 

ما الذي ينبغي القيامُ به عندَ الاشتباه بالإصابة بالتهاب المعدة والامعاء

إذا عانى المريضُ من إسهال مفاجئ وإقياء، فإنَّ افضلَ ما يمكنه القيام به هو المكوث في المنزل إلى ان يشعرَ بتحسُّن حالته. ولا يتوفَّر علاجٌ نوعي واحد يمكن استخدامُه، ولذلك فمن الافضل تركُ الحالة لتتعافى من تلقاء ذاتها. كما قد لا يكون من الضروري زيارةُ الطبيب ما لم تتفاقم الاعراضُ او لم تتحسَّن.

يمكن للمريض اتِّباع النصائح التالية للتخفيف من شدَّة الاعراض:

  • تناول كمِّيات كبيرة من السوائل لتجنُّب الإصابة بالتجفاف. لابدَّ من التعويض عن كمِّيات السوائل الضائعة بسبب الإسهال. ويُعدُّ الماءُ النقي هو الخيار الافضل، ولا مانعَ من تناول العصائر او الحساء (للبالغين).
  • تناول الباراسيتامول للتخفيف من شدَّة الحمَّى او الصداع المرافق.
  • اخذ قسط وافر من الراحة.
  • تناول اطعمة بسيطة، مثل الحساء او الارز او المعكرونة والخبز (إذا لم يشعر المريضُ بفقدان الشهية).
  • في حال ظهرت على المريض اعراضُ التجفاف rehydration، مثل جفاف الفم او تحوُّل البول إلى اللون الداكن، فيمكن تناولُ سوائل مخصَّصة لمكافحة التجفاف، والتي يمكن شراؤها من الصيدلية دون الحاجة لوصفة طبية، وتتوفَّر بشكل مسحوق قابل للانحلال في الماء.
  • تناول مضادَّات القيء (مثل ميتوكلوبراميد metoclopramide) او مضادَّات الإسهال (مثل لوبيراميد loperamide) عندَ الحاجة لذلك – وتتوفَّر بعضُ هذه الادوية للصرف في الصيدليات دون الحاجة لوصفة طبِّية، ولكن ينبغي قراءةُ النشرة المرفقة معها جيِّداً، والافضل استشارة الصيدلاني او الطبيب حولها.

يمكن للعدوى بالتهاب المعدة والامعاء ان تنتقلَ بسهولة كبيرة بين الاشخاص، وهذا ما يستدعي التزامَ المريض بقواعد الصحَّة العامَّة، كغسل اليدين جيِّداً بالماء والصابون بين كلٍّ حين وآخر، وذلك طوال فترة إجازته المرضية وحتَّى 48 ساعة بعدَ زوال الاعراض بشكل نهائي؛ فمن شان ذلك ان يُقلِّلَ من انتشار العدوى بهذا المرض.

 

متى يمكن للمريض طلب المشورة الطبية؟

ليس من الضروري طلبُ زيارة الطبيب فيما لو تاكَّد المريضُ من انَّ حالتَه هي التهاب معدة وامعاء، لانَّها ستزول من تلقاء نفسها.

ينبغي طلبُ المشورة الطبِّية في الحالات التالية:

  • الشكوى من اعراض تجفاف شديد، وتشتمل الاعراض على: الدوخة المستمرَّة، قلَّة البول او عدم التبوُّل بشكل كامل، او فقدان الوعي.
  • الإسهال المدمّى.
  • التقيُّؤ المستمرّ وعدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل ضمن البطن.
  • الحمَّى (ارتفاع درجة الحرارة لما فوق 38 درجة مئوية).
  • عدم تحسُّن الاعراض بعدَ بضعة ايَّام.
  • العودة منذ اسابيع قليلة من بلاد نامية تفتقر إلى الشروط الصحِّية الكافية.
  • إصابة المريض بحالات اخرى خطيرة، مثل الفشل الكلوي او داء الامعاء المتهيِّجة inflammatory bowel disease  او ضعف الجهاز المناعي، بالإضافة إلى الإصابة بالإسهال والإقياء.

قد يقترح الطبيبُ اخذَ عيِّنة من البراز، وإرسالها للتحليل المخبري لتحرّي سبب هذه الاعراض، وقد يصف بعضَ المضادَّات الحيوية إذا تبيّن بنتيجة التحاليل انَّ السببَ هو العدوى الجرثومية.

 

العناية بالطفل المصاب بالتهاب المعدة والامعاء

يمكن للاهل ان يتولَّوا مهمَّةَ العناية بالطفل المصاب بالتهاب المعدة والامعاء في المنزل، دون الحاجة إلى اصطحابه إلى المستشفى. وكما هي الحالُ مع البالغين، فلا يوجد علاجٌ نوعي لالتهاب المعدة والامعاء؛ وغالباً ما تتحسَّن الحالةُ من تلقاء نفسها بعدَ مرور بضعة ايَّام.

كما انَّ الحالةَ لا تتطلَّب زيارةَ الطبيب ما لم تتفاقم الاعراضُ، او لم تتحسَّن، او يكن الطفلُ مصاباً بحالات اخرى خطيرة.

يمكن اتِّباعُ النصائح التالية لتخفيف اعراض التهاب المعدة والامعاء لدى الاطفال:

  • تشجيع الطفل على تناول كمِّيات وافرة من السوائل؛ إذ إنَّ الطفلَ المصاب بالتهاب المعدة والامعاء يكون بحاجةٍ لتعويض السوائل التي يفقدها عندَ التقيُّؤ والتبرُّز. ويُعدُّ الماءُ الخيارَ الافضل، كما يجب تجنُّبُ المياه الغازية  او عصائر الفواكه، لانَّها قد تفاقم حالةَ الإسهال. وينبغي الاستمرارُ في تغذية الاطفال الرُّضع كالمعتاد، سواءٌ بواسطة حليب الام او غيره من انواع الحليب.
  • التاكُّد من حصول الطفل على قسط وافر من الراحة.
  • السماح للطفل بتناول الطعام إذا شعر بالجوع، ويمكن تجريبُ بعض اصناف الطعام البسيطة مثل الحساء والارز والمعكرونة والخبز.
  • إعطاء الطفل الباراسيتامول إذا كان يشكو من حمَّى مزعجة او آلام عامة.
  • استخدام سوائل الإماهة rehydration drinks التي يمكن الحصولُ عليها من الصيدليات دون الحاجة لوصفة طبِّية. ولكن، يجب تجنُّبُ إعطاء الطفل ادوية مضادَّة للإسهال او الإقياء، ما لم يوصِ الطبيبُ او الصيدلاني بذلك.

ينبغي التاكُّدُ من غسل يدي الطفل بانتظام بالماء والصابون، في اثناء مرضه وغيابه عن المدرسة، وحتى 48 ساعة عقبَ زوال الاعراض بشكل نهائي.

 

طلب المساعدة الطبِّية للطفل المصاب

غالباً ما لا تتطلَّب إصابةُ الطفل بالتهاب المعدة والامعاء زيارةَ الطبيب، لانَّ الحالةَ تتحسَّن من تلقاء نفسها، بالإضافة إلى انَّ خروجَ الطفل من المنزل قد يُعرّض الآخرين لخطر العدوى.

من جهةٍ اخرى، ينبغي الاتِّصالُ بالطبيب في الحالات التالية:

  • إذا اشتكى الطفلُ من اعراض التجفاف، مثل نقص كمِّية البول ونَزَق الطباع وشحوب بشرته وبرودة اليدين والقدمين.
  • التبرّز المدمّى او التقيُّؤ المصطبغ باللون الاخضر.
  • التقيُّؤ المستمرّ وعدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل في البطن.
  • الإسهال المستمرّ لاكثر من اسبوع.
  • التقيُّؤ المستمر لثلاثة ايَّام او اكثر.
  • وجود علامات الإصابة بحالة اكثر خطورة، مثل الحمَّى (ارتفاع درجة الحرارة لاكثر من 38 مئوية)، ضيق التنفس، تسرُّع الانفاس، تيبس الرقبة، الطفح الجلدي الذي لا يزول بالضغط عليه، او التورُّم في منطقة اليافوخ في راس الطفل (المنطقة الليِّنة في راس الطفل).
  • إصابة الطفل بحالة طبِّية خطيرة، مثل متلازمة الامعاء المتهيِّجة او ضعف الجهاز المناعي، بالإضافة إلى إصابته بالإسهال والإقياء.

قد يقترح الطبيبُ إرسالَ عيِّنة من براز الطفل إلى المختبر لإجراء بعض التحاليل عليها، والتاكُّد من سبب الاعراض. وفي حال اظهرت نتائجُ التحاليل وجودَ عدوى جرثومية، فسوف يصف الطبيبُ مضادَّاً حيوياً للطفل.

 

كيفية انتشار العدوى بالتهاب المعدة والامعاء

يمكن للجراثيم المُسبِّبة لالتهاب المعدة والامعاء ان تنتشرَ بسهولةٍ كبيرة من شخص لآخر، وذلك عن طريق تناثر ذرات من الإقياء او البراز لتصلَ إلى فم الشخص السليم، وقد يمكن ذلك من خلال:

  • المخالطة الوثيقة للشخص المصاب، ممَّا يسمح بانتقال رذاذ من فم او انف المصاب إلى انف او فم الشخص السليم.
  • لمس الاجسام والاسطح الملوَّثة.
  • تناول الاطعمة الملوثة – وقد يحدث ذلك إذا لمس الشخصُ المصاب طعاماً ما دون غسل يديه، وجاء احدٌ وتناوله بعدَه، او عند تناول طعام موضوع على سطح ملوَّث بالعوامل الممرضة، او تناول طعام غير مطهوّ بشكل صحيحٍ وكافٍ.

تبلغ قابليةُ الشخص لنقل العدوى ذروتها عندَ ظهور الاعراض لديه وحتى 48 ساعة بعدَ زوال كافة الاعراض، كما يمكن للعدوى ان تنتقلَ بنسب اقل قبل وبعد ذلك.

الوقاية من الإصابة بالتهاب المعدة والامعاء

ليس من الممكن دائماً تجنُّبُ الإصابة بالتهاب المعدة والامعاء، إلا انَّه يمكن التخفيف من انتشارها باتباع النصائح التالية:

  • اخذ إجازة مرضية من المدرسة او العمل بدءاً من ظهور الاعراض وحتَّى 48 ساعة من زوالها، وتجنّب زيارة او استقبال احد في هذه الفترة، وخاصَّة المرضى في المستشفيات.
  • التاكُّد من غسل اليدين بشكل جيِّد بالماء والصابون عدَّة مرَّات في اليوم، وخاصةً بعد استخدام المرحاض وقبلَ تحضير الطعام. ينبغي عدمُ الاعتماد على المطهِّرات اليدوية والكحول، لانَّها لا تكون فعَّالة دائماً.
  • تعقيم الاسطح او الاجسام التي يُحتمل ان تكون ملوَّثة، وذلك باستخدام سوائل التنظيف المنزلية.
  • غسل الملابس او اغطية الاسرة الملوَّثة بشكل منفصل عن باقي الغسيل، واستخدام المياه الحارّة في ذلك.
  • عدم مشاركة المريض باية ملابس او مناشف او ادوات طعام.
  • التخلُّص من البراز او القيء الموجود في المرحاض بسرعة، وتنظيف المرحاض ومحيطه باستمرار.
  • اتِّباع إرشادات السلامة والصحَّة في تحضير وتخزين الاطعمة، وعدم استخدامها بعدَ انتهاء فترة الصلاحية المدوَّنة عليها.

اخذ المزيد من الحيطة والحذر عندَ السفر إلى مناطق نامية من العالم لا تتوفَّر فيها الشروطُ الصحِّية الكافية؛ فعلى سبيل المثال، قد يحتاج المسافرُ إلى غلي ماء الحنفية قبل شربها.

إعطاء الاطفال اللقاح المضادّ لفيروس الرُّوتا مع بلوغهم عمرَ شهرين او ثلاثة اشهر، فمن شان ذلك ان يُقلِّلَ من خطر إصابتهم بالتهاب المعدة والامعاء.